يحملون أوزار غيرهم
تسابيح وخواطر الشعراوي
يقول المستشرقون إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأنعام : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سورة فاطر : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سور النجم : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ثم يأتي الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت ويقول : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) . كيف يمكن أن يحدث ذلك ..
الله قضى بأنه لا تزر وازرة بأخرى ثم هنا يقول .. وليحملن أثقالا مع أثقالهم أي أوزارا مع أوزارهم أليس هذا تناقضا .. لقد نسي محمد .. هكذا هم يريدون أن يقولوا .. ولكنهم يجهلون إعجاز القرآن في التعبير .. نقول لهم انه : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) معناها أن كل إنسان يحمل ذنبه .. ولكن بعض الناس يوم القيامة يحملون ذنوبا مع ذنوبهم .. من هم ؟ .. المضلون الذين يأتون في الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيل الله .. الوزر في الآية الأولى هو وزر الضلال .. فإذا كنت أنا ضالا .. وأنت ضال .. وفلان ضال .. كل منا يحمل وزره على نفسه .. فكل منا يحمل ضلاله ووزره .. فمن هنا فإنه لا يحلم ضال وزر ضال آخر .. ولكن هناك الضال .. وهناك المضل .. الضال هو من يضل الطريق .. يكفر بالله سبحانه وتعالى .. هذا هو الضال ..أما المضل فإنه لا يكتفي بأنه هو في الضلالة .. لكن يضل غيره .. أي يأتي إلى رجل مؤمن .. يحاول أن يجعله يكفر .. ربما ينجح في ذلك .. هؤلاء الناس المضلون لا يحملون أوزارهم فقط .. ولكن لهم نصيب من كل وزر يرتكبه الذي أضلوهم .. مصداقا للآية الكريمة في سورة النحل : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) سورة النحل
إذن من يضل الناس .. ويعمل على نشر الكفر والإلحاد .. والذين لا يكتفون أنهم هم في الضلالة .. وحدهم ولكنهم يريدون أن يضلوا غيرهم .. لهم نصيب من كل وزر يقوم به أولئك الذين أضلوهم .. فأنا مثلا حين آتي بإنسان لا يشرب الخمر .. وأظل أغريه حتى أجعله يشرب الخمر .. ولي وزر لأنني أضللته وساعدته على المعصية .. وظللت أزينها له حتى وقع فيها .. ومن هنا فإن الآية الأولى التي تقول : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .. يقصد بها الضالين .. أما الآية الثانية التي تقول : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) ويقصد بها المضلين الذين يضلون عن سبيل الله .. فهل نصيب من أوزارهم أولئك الذين أضلوهم .. والذين اتجهوا بهم إلى الكفر والإثم والعصيان ..
فلا تناقض في القرآن الكريم أبدا وإنما بلاغة ودقة في التعبير .. تجعل اللفظ والمعنى منسجمين تماما
صفحة للطباعة أرسل هذا المقال لصديق
تسابيح وخواطر الشعراوي
يقول المستشرقون إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأنعام : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سورة فاطر : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سور النجم : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ثم يأتي الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت ويقول : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) . كيف يمكن أن يحدث ذلك ..
الله قضى بأنه لا تزر وازرة بأخرى ثم هنا يقول .. وليحملن أثقالا مع أثقالهم أي أوزارا مع أوزارهم أليس هذا تناقضا .. لقد نسي محمد .. هكذا هم يريدون أن يقولوا .. ولكنهم يجهلون إعجاز القرآن في التعبير .. نقول لهم انه : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) معناها أن كل إنسان يحمل ذنبه .. ولكن بعض الناس يوم القيامة يحملون ذنوبا مع ذنوبهم .. من هم ؟ .. المضلون الذين يأتون في الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيل الله .. الوزر في الآية الأولى هو وزر الضلال .. فإذا كنت أنا ضالا .. وأنت ضال .. وفلان ضال .. كل منا يحمل وزره على نفسه .. فكل منا يحمل ضلاله ووزره .. فمن هنا فإنه لا يحلم ضال وزر ضال آخر .. ولكن هناك الضال .. وهناك المضل .. الضال هو من يضل الطريق .. يكفر بالله سبحانه وتعالى .. هذا هو الضال ..أما المضل فإنه لا يكتفي بأنه هو في الضلالة .. لكن يضل غيره .. أي يأتي إلى رجل مؤمن .. يحاول أن يجعله يكفر .. ربما ينجح في ذلك .. هؤلاء الناس المضلون لا يحملون أوزارهم فقط .. ولكن لهم نصيب من كل وزر يرتكبه الذي أضلوهم .. مصداقا للآية الكريمة في سورة النحل : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) سورة النحل
إذن من يضل الناس .. ويعمل على نشر الكفر والإلحاد .. والذين لا يكتفون أنهم هم في الضلالة .. وحدهم ولكنهم يريدون أن يضلوا غيرهم .. لهم نصيب من كل وزر يقوم به أولئك الذين أضلوهم .. فأنا مثلا حين آتي بإنسان لا يشرب الخمر .. وأظل أغريه حتى أجعله يشرب الخمر .. ولي وزر لأنني أضللته وساعدته على المعصية .. وظللت أزينها له حتى وقع فيها .. ومن هنا فإن الآية الأولى التي تقول : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .. يقصد بها الضالين .. أما الآية الثانية التي تقول : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) ويقصد بها المضلين الذين يضلون عن سبيل الله .. فهل نصيب من أوزارهم أولئك الذين أضلوهم .. والذين اتجهوا بهم إلى الكفر والإثم والعصيان ..
فلا تناقض في القرآن الكريم أبدا وإنما بلاغة ودقة في التعبير .. تجعل اللفظ والمعنى منسجمين تماما
صفحة للطباعة أرسل هذا المقال لصديق