الآفـــــــــاق
تسابيح وخواطر الشعراوي
قال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى سنريهم آياتنا في الأرض واستخدم بدلا منها لفظ الأفاق .. ونحن نعلم أن القرآن , هو كلام الله سبحانه وتعالى , غاية في الدقة وفي اختيار اللفظ الذي يطابق المعنى تماما . إن الله سبحانه وتعالى يريد أن ينبهنا إلى أنه سيكشف لنا في المستقبل آياته في الأفاق التي لا نعرفها حتى الآن .. أي أن الله سبحانه وتعالى سيكشف لنا أكثر من آية ليست في الأرض فقط .. بل في الأفاق المحيطة بالأرض .. ولعلى وصول الإنسان للقمر .. ومحاولة وصولة للمريخ .. وكل ما يحدث من محاولة الكشف عن أسرار الكون في الآفاق المحيطة بالأرض .. يأتي مصداقا لهذه الآية الكريمة ..
ولكن بعض الناس يغتر بالعلم .. ناسيا أو متناسيا .. أن هذا العلم قد خرج إلى البشر بقدرة الله سبحانه وتعالى . ولكن بعض الناس يحاول أن يفلسف العبادات بقدر طاقة العقل .. فيأتي المستشرقون مثلا يحاولون التشكيك في القرآن الكريم فيقولون ان الله سبحانه وتعالى قال (وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ومع ذلك يأمرنا أن نتجه إلى القبلة في صلاتنا وهي بيت الله الحرام وتكون الصلاة باطلة إذا لم نتجه إلى القبلة . إذا كان الله سبحانه وتعالى في كل مكان .. في المشرق والمغرب ..
وأينما وليت وجهك فثم وجه الله .. ألا يتعارض ذلك مع وجود مكان محدد يجب أن نتوجه إليه في الصلاة إلى الله سبحانه وتعالى . فالقضية هنا قضية إيمانية كبرى .. أساسها الاعتراف بالألوهية .. وبأن الله سبحانه وتعالى علمه فوق كل علم .. وأنه مادمت قد آمنت بالله .. وأسلمت بهذه القوى الكبرى .. فإن الله سبحانه وتعالى بحق الألوهية يختار لك الطريق الأحسن والأصوب .. وأنت تتبع هذا الطريق لأنه جاء من الله سبحانه وتعالى .. هذه هي قضية الإيمان والتسليم .. وذلك كما قلنا , أن القدرة هنا ليست متساوية .. والعقل ليس متساويا .. وشتان بين قدرة الله سبحانه وتعالى وقدرة العقل البشري .. والإيمان بالله أساس التسليم بألوهيته .. ولهذا أتى الله سبحانه وتعالى بمسألة القبلة . مكان القبلة لا يكلف المؤمن شيئا .. أي لا يضيف عليه أعباء جديدة أو مشقة .. فالتوجه إلى المشرق أو التوجه إلى المغرب .. أو التوجه إلى اليمين أو اليسار .. كل هذا لا يكلف المؤمن مشقة في صلاته .. فهو لا يتحمل مشقة إذا توجه إلى المغرب بدلا من المشرق .. ونفس الجهد الذي سيبذله في التوجه إلى أي جهة .. جهد متساو
تسابيح وخواطر الشعراوي
قال تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى سنريهم آياتنا في الأرض واستخدم بدلا منها لفظ الأفاق .. ونحن نعلم أن القرآن , هو كلام الله سبحانه وتعالى , غاية في الدقة وفي اختيار اللفظ الذي يطابق المعنى تماما . إن الله سبحانه وتعالى يريد أن ينبهنا إلى أنه سيكشف لنا في المستقبل آياته في الأفاق التي لا نعرفها حتى الآن .. أي أن الله سبحانه وتعالى سيكشف لنا أكثر من آية ليست في الأرض فقط .. بل في الأفاق المحيطة بالأرض .. ولعلى وصول الإنسان للقمر .. ومحاولة وصولة للمريخ .. وكل ما يحدث من محاولة الكشف عن أسرار الكون في الآفاق المحيطة بالأرض .. يأتي مصداقا لهذه الآية الكريمة ..
ولكن بعض الناس يغتر بالعلم .. ناسيا أو متناسيا .. أن هذا العلم قد خرج إلى البشر بقدرة الله سبحانه وتعالى . ولكن بعض الناس يحاول أن يفلسف العبادات بقدر طاقة العقل .. فيأتي المستشرقون مثلا يحاولون التشكيك في القرآن الكريم فيقولون ان الله سبحانه وتعالى قال (وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ومع ذلك يأمرنا أن نتجه إلى القبلة في صلاتنا وهي بيت الله الحرام وتكون الصلاة باطلة إذا لم نتجه إلى القبلة . إذا كان الله سبحانه وتعالى في كل مكان .. في المشرق والمغرب ..
وأينما وليت وجهك فثم وجه الله .. ألا يتعارض ذلك مع وجود مكان محدد يجب أن نتوجه إليه في الصلاة إلى الله سبحانه وتعالى . فالقضية هنا قضية إيمانية كبرى .. أساسها الاعتراف بالألوهية .. وبأن الله سبحانه وتعالى علمه فوق كل علم .. وأنه مادمت قد آمنت بالله .. وأسلمت بهذه القوى الكبرى .. فإن الله سبحانه وتعالى بحق الألوهية يختار لك الطريق الأحسن والأصوب .. وأنت تتبع هذا الطريق لأنه جاء من الله سبحانه وتعالى .. هذه هي قضية الإيمان والتسليم .. وذلك كما قلنا , أن القدرة هنا ليست متساوية .. والعقل ليس متساويا .. وشتان بين قدرة الله سبحانه وتعالى وقدرة العقل البشري .. والإيمان بالله أساس التسليم بألوهيته .. ولهذا أتى الله سبحانه وتعالى بمسألة القبلة . مكان القبلة لا يكلف المؤمن شيئا .. أي لا يضيف عليه أعباء جديدة أو مشقة .. فالتوجه إلى المشرق أو التوجه إلى المغرب .. أو التوجه إلى اليمين أو اليسار .. كل هذا لا يكلف المؤمن مشقة في صلاته .. فهو لا يتحمل مشقة إذا توجه إلى المغرب بدلا من المشرق .. ونفس الجهد الذي سيبذله في التوجه إلى أي جهة .. جهد متساو